تجري الأيام وتمضي الأعمار وتبقى الأعمال، لتكتب ما قدمت لخدمة هذا الدين.
في نسمات صباح يوم الخميس الموافق 10/5/1432 تقابلت مع فلبيني وتبادلت الحديث معه فقال في كلامه اسمي "ألفر" وأنا غير مسلم.
قلت له: وهل تريد الدخول في الإسلام؟ فقال: نعم.
فاستأذنته بأخذ رقم جواله ورقم مديره بالعمل فاتصلت بمديره وأخبرته بذلك، فقال: "سأقوم عصر اليوم بإحضار "ألفر" ونذهب سوياً للمكتب التعاوني ليعلن إسلامه".
فتقابلنا وذهبنا للمكتب التعاوني وتحدث معه الداعية فقال: دعني أفكر أكثر حتى أعلن إسلامي بكل ثقة.
وبالفعل زرناه يوم الأربعاء 16/5/1432 بعد التنسيق مع مديره فاستقبلنا بترحيب، ورتب لنا مكاناً للجلوس معه ثم بدأ يسأل الداعية عن بعض الشبهات حتى أجابه الداعية بكل ما يريده فاقتنع بفضل الله عز وجل وقال الآن ينطقك الشهادة أخوك أحمد.
وبدأت بحمد ربي بتلقينه الشهادة، فو الله الذي لا إله غيره أنه بكى واحتضنني من أثر السعادة التي وجدها.
قلت في نفسي: سبحان الله! لا حياة للقلوب إلا مع الله عز وجل.
بعدها اتصل مدير الفرع على مدير المؤسسة وأخبره بإسلام " ألفر " الفلبيني ففرح بذلك وأعطاه زيادة في الراتب، وبعد أيام ذهب لأداء العمرة مع الإخوة بالمكتب التعاوني بشرق جدة في يوم الجمعة الموافق 3/6/1432 واتصل بي مديره يبشرني أنه يذهب معهم للمسجد ويشعر بسعادة عجيبة ويتمنى أن كل نصراني يدخل في هذا الدين.
وهذا مسلم جديد يقول: أتيت إلى هذه البلاد على غير ملة الإسلام، وبعد مدة بلغت ثمانية عشر عاماً أتى دعاة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في شرق جدة فدعوني إلى الإسلام.. فأسلمت ولله الحمد.. لكن من لأبي وأمي اللذين ماتا على غير ملة الإٍسلام؟... من لإخواني الذين يعيشون في النصرانية الآن ثم قال: "أسأل الله أن يدخل الجنة من كان سبباً في دخولي للإٍسلام".
الفوائد من القصة:
1- ادع الله أن يرزقك الإخلاص والصدق معه في جميع حركاتك وكلاماتك وجميع شؤون حياتك.
2- تذكر فضل هذا الحديث قال صلى الله عليه وسلم: «لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً، خير لك من أن يكون لك حمر النعم » [البخاري].
3- جميل من الداعية الاستفادة من اللغة الإنجليزية للتحدث مع الأجانب وحثهم على هذا الدين.
4- لابد من علو الهمة في النفوس فكن ممن ترك له أثر في هذه الحياة.
5- تذكر الذين يسعون إلى التنصير وهم على باطل ويسافرون لتنصير الناس!، فلماذا لا تكون أنت ممن يدعو إلى هذا الدين العظيم وأنت في بلدك.