وسط قطاع غزة مهدد في ظل عدم السماح لها بالمغادرة عبر معبر رفح البري لكي تصل لخطيبها المُقيم في دولة قطر، والذي لم تره قط مُنذ أن عقد قرانهما قبل حوالي سبعة أشهر!.
وتأتي الشابة دعاء لمعبر رفح برفقة والديها بشكلٍ مُستمر مُنذ أن عقد قرانها في السادس من كانون ثاني/ يناير المُنصرم، على أمل أن يُسمح لها بالسَّفر عبر المتنفَّس الوحيد لسُكَّان القطاع "معبر رفح"، وفي كل مرة تتلقى موعدًا جديدًا للسفر بحجّة وجود ازدحام وأن اسمها غير مدرج للسفر.
وككل يوم، وقفت دعاء برفقة والديها تحمل بيدها أمتعتها وبدلة زفافها التي وضعتها بداخل حقيبة كبيرة أمام بوابة المعبر وهي تبكي وتصرخ بعالي صوتها على الشرطي الفلسطيني المتواجد على البوابة لكي يسمح لها بالدخول.
حينذاك.. ما كان من عناصر الشرطة الذين وجدوا دعاء ووالدها ينتابهم الغضب والامتعاض إلا أن يسمح لهم بالدخول للمعبر لحين حل مشكلتهم.
عايزة أذهب لخطيبي..!
وتقول العروس أبو مصبح في حديث مع وسائل الإعلام: "عقدت قراني على خطيبي بيوم 06/01/2011 دون أن يتمكن من القدوم لغزة لحمله وثيقة مصرية وُيقيم بدبي، ومن هذا التاريخ وأنا مُسجلة بالمعبر وأحاول السفر لخطيبي لكي نعقد حفل زفافنا ولم نتمكن، وفي كل مرة يؤجل سفرنا لميعاد جديد".
وتضيف أبو مصبح بحرقة وهي تبكي خلال حديثها "جئت 100 مرة على المعبر ولم أغادر، وكنت أنا وأمي ووالدي نحجز تذكرة الطيران للسفر والفيزا ولم يُحالفنا الحظ"، مبينة أنَّ ميعاد سفرها كان مقررًا في 02/05/2011، وتم تأجيله لـ 21/06/2011، وقدمت ولم يتم السماح لي بالسفر بالتاريخ المذكور، وقالوا لي تعالي اليوم ولم يسمحوا لي أيضًا".
وتتابع "زوجي ما شفته من يوم ما خطبت أليس من حقي أن أراه يا عالم ؟!، لماذا لم يسمحوا لي بالسفر لكي أراه ونعيش مثل باقي العرسان..؟!".
ولفتت إلى أنها "تحمل فيزا للسفر، وتنتهي للمرة الرابعة نتيجة منعي من السفر، وإذا لم أغادر اليوم سننفصل أنا وخطيبي لأنه مل من الانتظار"، مُتسألة لماذا يتم حرمان عروس مثلي من السفر لكي تُكمل حياتها وتعيش سعيدة كباقي العرسان أمثالي..!.
وتبين أبو مصبح بأنها لم تكن تتوقع بأن يكون المعبر بهذه الصورة السيئة على خلاف ما كنا نسمع من وسائل الإعلام أن المعبر مفتوح للجميع، ورفعت يديها قائلة: "حسبنا الله ونعم الوكيل على من كان السبب في إغلاق المعبر أمام المسافرين، خصوصًا أمثالي".
وبينما انهارت العروس من البكاء وهي تحمل بدلتها وأمتعتها كأي عروس أخرى مُقبلة على الزواج، تُصر العروس على السفر حتى لو تم منعها من قبل الجانب المصري، قائلة :"سأرمي نفسي عليهم ولن أقبل بالعودة لغزة حتى يسمحوا لي بالسفر لكي أكمل حلمي وحياتي مع زوجي".
مناشدة
وتُطالب دعاء -التي علا صوتها أثناء الحديث مُجددًا وهي تبكي- جميع الجهات المعنية بما فيهم رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة إسماعيل هنية بالتدخل لحل مشكلتها بأسرع وقت، لاسيما وأن تذكرة الطيران بقي عليها تسع ساعات وتنتهي.
ويقول والد العروس جمال أبو مصبح -الذي كان يجلس بجوار ابنته حاملا أمتعة الزواج وبعض أوراق السفر بما فيها الفيزا وعقد الزواج التي تُثبت أحقيته بالسفر" إن "ابنته مخطوبة مُنذ حوالي سبعة أشهر من قبل شاب مُقيم في قطر، وسجلت للسفر بالمعبر قبل ستة أشهر، وفي كل مرة آتي أتي فيها للمعبر يتم تأجيل سفري لأسبوع، وبعد أسبوع آتي ويحدث معي كالسابق، لحين وصلت لهذا الحال".
ويوضح والد العروس أنه حجز تذكرة طيران وفيزا أربع مرات ولم يُسمح له بالسفر، "وكان مقررا لي وفق الكشوفات بالمعبر بيوم 4/5، وتم إرجاء سفري من جديد، وطلبوا مني التسجيل لموعد سفر جديد ، وقمت بالتسجيل بكشف 20/6، ولم يُسمح لي أيضًا بالسفر، وتم تأجيلي بسبب المعتمرين لـ 21/6 ، ولم يُسمح لي أيضًا.
ويبين أن ابنته هذه الأولى التي تتزوج من بين 9 أخوات لها، فلماذا أحرم من الفرحة بها؟!، يكفني أنني والد شهيد بالانتفاضة، أما يحق لي أن أرى الفرحة على وجوه أبنائي قبل أن أموت؟!.
ويُشير والد العروس الذي دخل معبر رفح عنوةً وهو يصرخ حاملا بيده بدلة زفاف ابنته لكي يُسمح له بالسفر، إن خطيب ابنته مل من الانتظار حيث أخذ إجازة من عمله عدة مرات وهو ينتظر قدومنا على أمل أن نتمكن من المجيء، لكن كل مرة يتم إرجاعنا، فبالتالي أصبح مهدد بالفصل من عمله من جانب، ومل من انتظارنا من جانب آخر".
ويلفت إلى أنه لا يحمل هوية فلسطينية وبالتالي لا يستطيع القدوم لغزة، مما اضطرنا للذهاب له لعقد الزفاف بقطر، مناشدًا –وقد بدا احمرار وجهه واتساع حدقات عينه من الغضب- كافة الجهات المعنية بما فيها رئيس الوزراء والمختصين في معبر رفح بأن يسحموا له بالسفر حتى لا تنفصل ابنته عن خطيبها، ويتحطم حلم حياتها..!
يشار إلى أن السلطات المصرية تراجعت عن قرار سابق لها بإحداث تسهيلات كبيرة على حركة المسافرين عبر معبر رفح، وفتحه بشكل دائم أمام المغادرين والقادمين